كان ذا ذكاء فطري - لسان فصيح - وطموح وصل به حد النجوم .
كان (لسانه) مصدر رزقه ، وكان في زمنه الأكثر (شهرة) والأبرع في جمع المال ، لكن نفسه الأبية - حلمه البعيد - وطموحه الذي جعله يجوب أصقاع الأرض سبب شقائه!!
كان شاعرا لم يتغزل ، وكرس جل وقته بين (مديح) او (هجاء)!
يمدح كاذبا ويعرف أنه يكذب ، لكن الوصول إلى الغاية في نظره يبرر الوسيلة ، ولايكذب عندما يصيبه اليأس والإحباط فيظهر بلا تحفظ عيوب من لم يساعده فيرسم له صورة من أبشع الصور يثبتها التاريخ ولاتكاد تغيب عن الناس إلى يوم الدين ، لأنه كان صادقا!!
ذاك هو( ابو الطيب المتنبي ) فكم من (طيب) يعيش بيننا اليوم ، لكنه لايملك شجاعة (المتنبي)!؟

التمجيد والإشادة سبب رئيس لولادة العظمة وسيطرتها على الأفعال.
شجاعته - إقدامه - وضربات سيفه القاتلة في سبيل الله لم تشفع له عند (أمير المؤمنين) !!
تعود أن يكون (صاحب القرار) - (القائد) وليس (الجندي المأمور) ، لم يرضخ لقائده في الميدان ، وأصبح يقود من هم تحت أمرته بلا إذن ودون إكتراث .
خالد بن الوليد رضي الله عنه ولد (قائدا بالفطرة) ، لكن مخالفته لقائده ابو عبيدة عامر بن الجراح جعلت أمير المؤمنين يقول : (خالد أمر نفسه) !! فعزله عن الجيش حتى مات .. رضي الله عنهم أجمعين.
لامجاملة - لامحاباة - ولاشيء فوق الحق.
كم من (قائد) يجب أن يعزل !؟
رقص العراقيون ورقص معهم باقي العرب عندما دحر (صدام) الفرس ، فكان (سيف العرب) حتى أصيب بداء العظمة الذي اوصله (حبل المشنقة) في يوم عيد المسلمين!!
التمجيد والتصفيق أفضل (سلاح) نملكه اليوم ، لإيصال من لانحب إلى (حتفه)!!

مع أننا نعرف أن (الصدق) منجاة إلا اننا نجمع بأنه (قلة أدب)!!!
نكذب للنجاة ، نحاول إخفاء العيوب بالزينة .. هكذا تعلمنا وحرص آبائنا على أن نتعلمه!!

لامعارضة ... فقط (تم)!!
مهما كانت قناعتنا بصواب وجهة نظرنا ومخالفتها ، فأنا نفضل الإحتفاظ بها لأنفسنا ، وقد نفعلها وننادي بها داخل منازلنا !! وليس جميعنا يفعل!!!

نحن شعب ضربت عليه المسكنه ، وفرض عليه التمجيد ، وأضطر للكذب حتى يسلم !!!!
إلى متى ستبقى

(لأئنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــا) نعم !!؟