توقفنا سابقا عند قول الوزير لابنته اخشى عليكى ان يحدث كما فعل الحمار والثور فى صاحب الزرع
فقالت له وكيف هى
فقال لها : كان لبعض التجار أموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان ذلك التاجر
الأرياف عنده في داره حمار وثور فأتى يوماً الثور إلى مكان الحمار فوجده منكوساً مرشوشاً وفي معلفه شعير وتبن وهو راقد مستريح فلما
كان في بعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار: هنيئاً لك ذلك، أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلاً ويخدمونك وفي بعض
الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائماً للحرث
فقال له الحمار: إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانياً فإذا رجعوا بك ووضعوا لك
الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يوماً أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد، فلما جاء السواق إلى الثور
بعلفه أكل منه شيئاً يسيراً فأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفاً
فقال له التاجر: خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله، فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حيه أراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد
عليه الحمار جواباً وندم أشد الندامة، فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة
شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده
فقال له الحمار: أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول: إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعاً وأنا خائف
عليك فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقر وجلسا فجاء السواق
وأخذ الثور وخرج، فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه
فقالت له زوجته: من أي شيء تضحك فقال لها: شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت،لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت
عليه،فأحضر أولاده وأرسل أحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كان يحبها محبة عظيمة لأنها ابنة عمه وأم أولاده
وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات، فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك،
فقالت لهم: لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم
ويموت فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له: أنت مسرور وصاحبنا رايح يموت،
فقال الديك للكلب: وكيف ذلك الأمر؟ فأعاد الكلب عليه القصة فقال له الديك: والله إن صاحبنا قليل العقل. أنا لي خمسون زوجة أرضي هذه
وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها، فما له لا يأخذ لها بعضاً من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها
حتى تموت أو تتوب
قال: فلما سمع التاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها
ثم قال الوزير فاخاف عليكى من هذا الملك ان يفعل معكى مثل هذا الرجل فقد قال لها: تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم
أموت،
فدخلت معه، ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها، فقالت له: تبت، ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت
وخرجت وإياه
وفرح الجماعة وأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات
فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها قالت له: لا بد من ذلك، فجهزها وطلع إلى الملك شهريار وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها: إذا
توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثاً غريباً نقطع به السهر وأنا أحدثك
حديثاً يكون فيه الخلاص إن شاء الله
فذهب الوزير بابنته للملك وسأله الملك هل اتيت بحاجتى فرد عليه وقال : نعم فلما اخذ شهرزاد وهم بها وفرغ وانتظر الفجر كى ينادى لسياف
ويقتلها ولكن بكت بكاء شديدا افزع الملك هذه المرة فقال ما بك
فقالت لى اخت صغيرة اريد ان اودعها قبل ان اموت فنادى فى طلبها فلما جائت وجلسوا هنيا
قالت اختها لها الا اريد منك طلب قبل ان تتركينا فقالت لها اذا اذن لى الملك فقال لهم سلى ما تريدن وانتهو من هذا اللهو
فقالت لها : بالله عليك يا أختي حدثينا حديثاً نقطع به سهر ليلتنا فقالت: حباً وكرامة إن أذن الملك المهذب، فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق
ففرح بسماع الحديث وأذن لها وكانت هى اليلة الاولى
يتبع
...............
الجمعة أبريل 23, 2010 2:29 am
