قالت بلغنى ايها الملك السعيد ذو الراى الرشيد والمبلغ الحميد
ان المزين لما قال للشاب ساذهب لدعوة اصدقائى ثم ااتى معك الى دعوتك
فقال له : إن الموضع الذي أمضي إليه لا يقدر أحد أن يدخل فيه غيري
فقال: أظنك اليوم في ميعاد واحد وإلا كنت تأخذني معك وأنا أحق من
جميع الناس وأساعدك على ما تريد فإني أخاف
أن تدخل على امرأة أجنبية فتروح
روحك فإن هذه مدينة بغداد لا يقدم أحد أن يعمل فيها شيئاً من هذه الأشياء
لا سيما
في مثل هذا اليوم
فقال له الشاب : ويلك يا شيخ الشر أي شيء هذا الكلام الذي تقابلني
به. فسكت سكوتا طويلاً وأدركنا وقت الصلاة
وجاء وقت الخطبة وقد فرغ من حلق
رأسي. فقلت له: أمضي إلى أصحابك بهذا الطعام والشراب وأنا أنتظرك حتى
تمضي
معي. ولم أزل أخادعه لعله يمضي، فقال لي إنك تخادعني وتمضي وحدك وترمي
نفسك في مصيبة لا خلاص لك
منها
فبالله لا تبرح حتى أعود إليك وأمضي معك حتى أعلم ما يتم من أمرك،
فقلت له: نعم لا تبطئ علي فأخذ ما عطيته من
الطعام والشراب وغيره وأخرج من
عندي فسلمه إلى الحمال ليوصله إلى منزله وأخفى نفسه في بعض الأزقة ثم قمت
من ساعتي وقد أعلنوا على المنارات بسلام الجمعة فلبست ثيابي وخرجت وحدي
وأتيت إلى الزقاق ووقعت على البيت
الذي رأيت فيه تلك الصبية
وإذا بالمزين خلفي ولا أعلم به فوجدت الباب مفتوحاً فدخلت وإذا بصاحب الدار عاد إلى منزله من الصلاة ودخل القاعة
وغلق الباب
فقلت من أين أعلم هذا الشيطان بي؟ فاتفق في هذه الساعة، لأمر يريده
الله من هتك ستري أن صاحب الدار أذنبت جارية
عنده فضربها فصاحت فدخل عنده
عبد ليخلصها فضربه فصاح الآخر فاعتقد المزين أنه يضربني فصاح ومزق أثوابه
وجثا التراب على رأسه وصار يصرخ ويستغيث والناس حوله وهو يقول قتل سيدي في
بيت القاضي ثم مضى إلى
داري وهو يصيح والناس خلفه وأعلم أهل بيتي وغلماني
فما دريت إلا وهم قد أقبلوا يصيحون واسيداه كل هذا والمزين
امامهم وهو
يمزق الثياب والناس معه ولم يزالوا يصرخون وهو في أوائلهم يصرخ وهم يقولوا
واقتيلاه وقد أقبلوا
نحو الدار التي أنا فيها
فلما سمع القاضي ذلك عظم عليه الأمر وقام وفتح الباب فرأى جمعاً عظيماً فبهت وقال: يا قوم ما القصة؟ فقال له
الغلمان إنك قتلت سيدنا
فقال يا قوم وما الذي فعله سيدكم حتى أقتله، وما لي أرى هذا المزين
بين أيديكم، فقال له المزين: أنت ضربته في هذه
الساعة بالمقارع وأنا أسمع
صياحه، فقال القاضي
وما الذي فعله حتى أقتله ومن أدخله داري ومن أين جاء وإلى أين يقصد،
فقال له المزين لا تكن شيخاً نحساً فأنا أعلم
الحكاية وسبب دخوله دارك
وحقيقة الأمر كله
وبنتك تعشقه وهو يعشقها، فعلمت أنه قد دخل دارك وأمرت غلمانك فضربوه
والله ما بيننا وبينك إلا الخليفة أو تخرج
لنا سيدنا ليأخذه أهله ولا
تحوجني إلى أن أدخل وأخرجه من عندكم
وعجل أنت بإخراجه فالتجم القاضي عن الكلام وصار في غاية الخجل والعجب من الناس
وهنا ادرك شهرزاد الصباح وباتت وشهريار متعانقين للصباح ولما استيقظ
خرج من قصره واحتبك الديوان فولى
وعزل ونهى وامر ولما جنا الليل دخل القصر