هذا الفيروس المعروف باسم فيروس الأنفلونزا من النمط A/H1N1 هو فيروس جديد لم يشهده الناس من قبل. ولا توجد أيّ علاقة بينه وبين فيروسات الأنفلونزا الموسمية السابقة أو الراهنة التي تصيب البشر.
كيف يُصاب المرء بهذا الفيروس؟
هذا الفيروس قادر على الانتشار بين البشر. وهو يسري بسهولة على غرار فيروس الأنفلونزا الموسمية ويمكنه الانتقال من شخص إلى آخر جرّاء التعرّض للرذاذ المتطاير الذي ينبعث من الشخص المصاب بالعدوى عن طريق السعال أو العطاس وعن طريق الأيدي أو المسطحات الملوّثة به.
ولتوقي انتشار العدوى ينبغي للمرضى تغطية أفواههم وأنوفهم عند السعال أو العطاس، كما ينبغي لهم البقاء في بيوتهم عندما يشعرون بالتوعّك وغسل أيديهم بانتظام والحفاظ، كلّما أمكن ذلك، على مسافة معيّنة بينهم وبين الأشخاص الأصحاء.
والجدير بالذكر أنّه لم يُسجّل وقوع أيّة حالات بين البشر جرّاء تعرّضهم للخنازير أو حيوانات أخرى.
وما زال منشأ الفيروس مجهولاً حتى الآن.
ما هي علامات العدوى وأعراضها؟
إنّ علامات الأنفلونزا من النمط A/H1N1 شبيهة بعلامات الأنفلونزا الموسمية ومنها الحمى والسعال والصداع وآلام في العضلات والمفاصل والتهاب الحلق وسيلان الأنف، فضلاً عن التقيؤ والإسهال في بعض الأحيان.
لماذا نحن متخوّفون بهذا الشكل من هذه الأنفلونزا بينما هناك مئات الآلاف ممّن يموتون كل عام بسبب أوبئة موسمية؟
تحدث الأنفلونزا الموسمية كل عام والفيروسات التي تسبّبها تطفر كل سنة- غير أنّ كثيراً من الناس يملكون بعض المناعة حيال الفيروس الدائر ممّا يساعد على الحد من الإصابات. كما تستخدم بعض البلدان لقاحات مضادة للأنفلونزا الموسمية للحد من الحالات المرضية والوفيات.
ولكنّ فيروس الأنفلونزا من النمط A/H1N1 هو فيروس جديد لا يملك معظم الناس مناعة لمقاومته أو أنّهم يملكون نسبة قليلة منها، وعليه يمكن لهذا الفيروس إحداث عدد أكبر من الإصابات مقارنة بالأنفلونزا الموسمية. وتعمل منظمة الصحة العالمية، بشكل وثيق، مع صانعي اللقاحات من أجل التعجيل باستحداث لقاح مأمون وناجع لمكافحة هذا الفيروس، ولكنّ اللقاح لن يكون متوافراً قبل بضعة أشهر.
ويبدو أنّ الأنفلونزا الجديدة من النمط A/H1N1 تضاهي الأنفلونزا الموسمية من حيث القدرة على الإعداء، وهي تنتشر بسرعة، لاسيما بين فئة الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 10 أعوام و45 عاماً). وتتراوح درجة وخامة المرض من أعراض بالغة الاعتدال إلى حالات مرضية وخيمة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
ويعاني معظم من يُصابون بالفيروس من مرض خفيف ويتماثلون للشفاء دون الحاجة إلى علاج بالأدوية المضادة للفيروسات أو رعاية طبية. والجدير بالذكر أنّ أكثر من نصف المصابين بحالات وخيمة يعانون أصلاً من حالات مرضية دفينة أو من ضعف جهازهم المناعي.
يواجه معظم المصابين بالمرض أعراضاً خفيفة ويتماثلون للشفاء في بيوتهم. فمتى ينبغي التماس الرعاية الطبية؟
ينبغي للفرد التماس الرعاية الطبية إذا ما شعر بضيق التنفس أو صعوبة في التنفس، أو إذا ما لازمته الحمى لأكثر من ثلاثة أيام. ولا بدّ للآباء الذين يُصاب أطفالهم بالمرض التماس الرعاية الطبية إذا أصبح أطفالهم يتنفسون بسرعة وصعوبة وإذا أصيبوا بالحمى أو باختلاجات (نوبات).
وتمثّل الرعاية الداعمة في البيت- أخذ قسط من الراحة وشرب كميات كبيرة من السوائل واستخدام مسكّن للآلام- إحدى الوسائل المناسبة للامتثال للشفاء في معظم الحالات. (وينبغي للأطفال والشباب استخدام مسكّن للآلام لا يحتوي على الأسبرين لتوقي متلازمة راي.)
السمات السريرية التي تطبع الحالات الوخيمة من الأنفلونزا الجائحة
المذكّرة الإعلامية الثالثة عشرة بخصوص الجائحة (H1N1)ـ 2009
16 تشرين الأوّل/أكتوبر 2009/جنيف -- قامت منظمة الصحة العالمية، بغرض جمع المعلومات عن السمات السريرية للأنفلونزا الجائحة وأساليب تدبيرها العلاجي، باستضافة اجتماع دام ثلاثة أيام في المقرّ الرئيسي لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية بواشنطن العاصمة في الفترة بين 14 و16 تشرين الأوّل/أكتوبر. وتمكّن نحو 100 من الأطباء والخبراء العلميين ومهنيي الصحة العمومية الذين أتوا من الأمريكتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوقيانوسيا من عرض ما توصلوا إليه من نتائج وما اكتسبوه من خبرات في هذا المجال.
وأكّد الاجتماع أنّ الغالبية العظمة من الأشخاص الذين يتعرّضون للعدوى في جميع أنحاء العالم ما زالوا يُصابون بمرض شبيه بالأنفلونزا وغير مصحوب بمضاعفات، وأنّهم يُشفون منه تماماً في غضون أسبوع واحد، حتى أنّهم لا يحتاجون إلى علاج طبي في غالب الأحيان.
الحاجة إلى خدمات العناية المركّزة
غير أنّ القلق بات ينصب حالياً على المسار السريري لمجموعات فرعية من المرضى الذين سرعان ما يُصابون بالتهاب رئوي مترق شديد الوخامة، وعلى كيفية تدبيرها علاجياً. ويترافق الالتهاب الرئوي الوخيم، في غالب الأحيان لدى أولئك المرضى، بفشل الأعضاء الأخرى أو تفاقم ظاهر لربو دفين أو حالة انسداد مزمنة في المسالك الهوائية.
والجدير بالذكر أنّ علاج هؤلاء المرضى من الأمور الصعبة التي تتطلّب وسائل معقدة، ممّا يشير بقوة إلى أنّ غرف الطوارئ ووحدات العناية المركّزة ستشهد، أثناء الجائحة، أفدح الأعباء التي تفرضها رعاية المرضى.
ويمثّل الالتهاب الرئوي الفيروسي الأوّلي أشيع ما يُلاحظ لدى الحالات الوخيمة وأكبر مسبّبات الوفاة. وتم الكشف عن إصابات جرثومية ثانوية لدى 30% من الحالات المميتة تقريباً. وقد كان الفشل التنفسي والصدمة الحرون أشيع أسباب الوفاة.
وتناولت العروض التي قُدمت خلال الاجتماع، بالتفصيل، باثولوجيا الحالات الوخيمة مع ملاحظات مشفوعة بتجارب أُجريت على حيوانات المختبرات. وتؤكّد تلك النتائج قدرة الفيروس الجديد H1N1 على إحداث التهاب رئوي وخيم بشكل مباشر.
اختلاف الصورة السريرية عما يُلاحظ في حالات الأنفلونزا الموسمية
أقرّ المشاركون الذين تمكّنوا من تدبير تلك الحالات علاجياً بأنّ الصورة السريرية تختلف بشكل لافت عن السمات الملاحظة أثناء أوبئة الأنفلونزا الموسمية. ومع أنّه بات معروفاً أنّ المصابين ببعض الحالات المرضية الدفينة، بما في ذلك الحمل، يواجهون أكثر من غيرهم مخاطر الإصابة بحالات وخيمة، فإنّ كثيراً من الحالات الوخيمة وقعت أيضاً بين شباب كانوا في صحة جيدة قبل إصابتهم بالعدوى. وما زال الغموض يكتنف العوامل التي تسهم في استعداد أولئك الشباب وزيادة مخاطر تعرّضهم لحالات وخيمة، ولكنّ البحوث جارية في هذا المجال.
وفي الحالات الوخيمة تبدأ حالة المرضى الصحية تتدهور، عادة، بين اليوم الثالث والخامس عقب ظهور الأعراض عليهم. والمُلاحظ أنّ التدهور يتم بسرعة ويؤدي إلى وقوع فشل تنفسي في غضون 24 ساعة، ممّا يتطلّب الإحالة إلى وحدة الرعاية المركّزة. ويجب التعجيل بتوفير الدعم التنفسي الميكانيكي للمرضى بمجرّد دخولهم المستشفى. غير أنّ بعض المرضى لا يستجيبون جيداً للدعم التنفسي التقليدي ممّا يزيد عملية العلاج تعقيداً.
ومن الإيجابي في الأمر أنّ النتائج التي تم عرضها خلال الاجتماع أكّدت مجموعة البيّنات المتزايدة على أنّ التعجيل بتوفير العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات، من قبيل الأوسيلتاميفير أو الزاناميفير، من الإجراءات التي تسهم في الحد من وخامة المرض وتحسين حظوظ البقاء على قيد الحياة. وتدعم هذه النتائج التوصيات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية سابقاً فيما يخص توفير العلاج المبكّر بأحد الدواءين المذكورين للمرضى الذين يستوفون المعايير العلاجية، حتى في عدم وجود اختبار توكيدي إيجابي.
وعلاوة على الالتهاب الرئوي الناجم، مباشرة، عن تنسّخ الفيروس، فإنّ البيّنات تشير إلى أنّ الالتهاب الرئوي الناجم عن ترافق المرض بعدوى جرثومية يمكنه الإسهام أيضاً في وقوع حالات وخيمة سريعة الترقي. ومن الجراثيم التي تكرّر الإبلاغ عنها في هذا الصدد العقدية الرئوية والعنقودية الذهبية، بما في ذلك سلالات مقاومة للميثيسيلين في بعض الحالات. وبالنظر إلى وجود حالات الترافق تلك بأعداد تفوق ما كان متوقعاً في أوّل الأمر، فإنّ الأطباء يشدّدون على ضرورة النظر في التبكير بتوفير المعالجة التجريبية بمضادات المكروبات لعلاج الالتهاب الرئوي المكتسب على الصعيد المجتمعي.
أشدّ الفئات اختطاراً
أقرّ المشاركون بأنّ خطر الإصابة بحالات وخيمة أو مميتة يبلغ أعلى مستوياته لدى ثلاثة فئات هي الحوامل، لاسيما أثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، والأطفال دون سن الثانية، والمصابون بأمراض رئوية مزمنة، بما في ذلك الربو. كما يمكن أن تزيد الاضطرابات العصبية من مخاطر إصابة الأطفال بحالات وخيمة.
وتُظهر البيّنات التي عُرضت أثناء الاجتماع أيضاً أنّ الفئات المحرومة، مثل الأقليات والفئات السكانية الأصلية، معرّضة بشكل مفرط للإصابة بحالات وخيمة. وعلى الرغم من أنّ الغموض لا يزال يكتنف أسباب ارتفاع المخاطر لدى تلك الفئات، فإنّ من النظريات التي يجري استكشافها زيادة تواتر حالات ترافق بعض الأمراض، مثل السكري والربو، لديها ونقص استفادتها من خدمات الرعاية الصحية.
وعلى الرغم من عدم الإلمام تماماً بالدور الفعلي الذي تؤديه السمنة، فإنّها لوحظت في عدد كبير من الحالات الوخيمة والمميتة، ولاسيما الشكل المسبّب للمرض منها. ولم يثبت، في الجوائح السابقة ولا في موجات الأنفلونزا الموسمية، أنّ السمنة تشكّل أحد عوامل اختطار.
وتعكف منظمة الصحة العالمية والهيئات الشريكة معها على توفير ما يلزم من إرشادات تقنية ودعم عملي لمساعدة البلدان النامية على تحسين الكشف عن المرض الناجم عن الفيروس الجائح وعلاج المصابين به. ويجري التعجيل بتجميع النصائح العلاجية التي يمكن تطبيقها في الأماكن المحدودة الموارد.
الخبراء ينصحون منظمة الصحة العالمية بشأن السياسات والاستراتيجيات الخاصة باللقاح المضاد للجائحة
المذكّرة الإعلامية الرابعة عشرة بخصوص الجائحة (h1n1) ـ 2009
30 تشرين الأوّل/أكتوبر 2009 | جنيف -- خصّص فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع، الذي يسدي المشورة إلى منظمة الصحة العالمية بشأن السياسات والاستراتيجيات الخاصة باللقاحات والتمنيع، جلسة خلال الاجتماع الذي عقده بين 27 و29 تشرين الأوّل/أكتوبر لتناول مسألة اللقاحات المضادة للأنفلونزا الجائحة. وقام الخبراء باستعراض الأوضاع الوبائية السائدة في جميع أنحاء العالم فيما يخص الجائحة وبحث قضايا وخيارات من منظور الصحة العمومية.
ومن البنود المدرجة في جدول الأعمال حالة توافر اللقاحات، ونتائج التجارب السريرية الخاصة بالاستمناع الذي تتيحه اللقاحات، والنتائج الأوّلية لعمليات رصد المأمونية في البلدان التي يجري فيها إعطاء اللقاح المضاد للجائحة h1n1.
كما أسدى الخبراء المشورة إلى المنظمة بخصوص عدد جرعات اللقاح اللازمة لضمان الحماية، وضمانها أيضاً لدى مختلف الفئات العمرية، وإمكانية إعطاء اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية واللقاح المضاد للأنفلونزا الجائحة في آن واحد، واللقاحات التي ينبغي إعطاؤها للحوامل. وتم أيضاً تقديم توصيات بشأن تركيبة اللقاحات المضادة للأنفلونزا الموسمية والموجهة للاستعمال في نصف الكرة الجنوبي في عام 2010.
الوضع الراهن
مازال المراهقون والشباب يمثّلون غالبية الحالات في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ صغار الأطفال يستأثرون بأعلى معدلات الإقامة بالمستشفى. والجدير بالذكر أنّ نسبة المرضى الذين تتطلّب حالتهم السريرية دخول المستشفى تتراوح بين 1% و10%. ومن أصل مجموع المرضى الذين يدخلون المستشفى تتراوح نسبة الذين يستوجب إحالتهم إلى وحدة العناية المركّزة، بين 10% و25%، بينما تتراوح نسبة الذين يقضون نحبهم بسبب المرض بين 2% و9%.
والمُلاحظ، إجمالاً، أنّ ما بين 7% و10% من مجموع المرضى الذين يدخلون المستشفى هم من الحوامل في الأثلوث الثاني أو الأثلوث الأخير من الحمل. ويفوق احتمال ضرورة إحالة الحوامل إلى وحدة العناية المركّزة احتمال إحالة عامة الناس إليها بنحو عشرة أضعاف.
واستناداً إلى هذه النتائج ونتائج أخرى أبدى الخبراء عدداً من التوصيات.
التوصية بإعطاء جرعة واحدة
لاحظ الخبراء أنّ طائفة متنوعة من اللقاحات المضادة للجائحة، منها لقاحات حيّة موهنة ولقاحات معطّلة مدعّمة وغير مدعمّة على حد سواء، حصلت على الترخيص اللازم لاستخدامها من قبل السلطات التنظيمية. وأوصت اللجنة باستخدام جرعة واحدة من اللقاح لتطعيم البالغين والمراهقين، اعتباراً من سن العاشرة، شريطة أن يكون هذا الاستعمال متسقاً مع التعليمات الصادرة عن السلطات التنظيمية.
والمُلاحظ أيضاً محدودية البيانات الخاصة بالاستمناع لدى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ستة أشهر وتقلّ عن عشرة أعوام، وعليه لا بدّ من إجراء المزيد من الدراسات في هذا الشأن. وأوصت اللجنة بضرورة الحرص، في المجالات التي منحت السلطات الوطنية فيها الأولوية للأطفال فيما يخص التطعيم المبكّر، على إعطاء جرعة واحدة من اللقاح لأكبر عدد ممكن من الأطفال. كما أكّدت على ضرورة سعي الدراسات إلى تحديد الجرعات الفعالة لوقاية من يعانون من نقص المناعة.
إعطاء لقاحين في آن واحد
يجري الاضطلاع بتجارب سريرية لتحرّي إمكانية إعطاء اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية واللقاح المضاد للجائحة في آن واحد، ولكنّ اللجنة أقرّت بوجاهة التوصية الصادرة عن مراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والداعية إلى تلافي إعطاء اللقاح الحيّ الموهن المضاد للأنفلونزا الموسمية واللقاح الحيّ الموهن المضاد للجائحة في آن واحد.
وأوصى الخبراء بإمكانية إعطاء اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية واللقاح المضاد للجائحة في آن واحد، شريطة أن يكون كلاهما معطّلاً، أو يكون أحدهما معطّلاً ويكون الآخر حيّاً وموهناً. ولم يعثر الخبراء على أيّة بيّنات تشير إلى إمكانية زيادة مخاطر ظهور آثار ضائرة جرّاء إعطاء اللقاحين في آن واحد، على النحو الموصى به.
مأمونية اللقاحات
استعرض الخبراء النتائج الأوّلية التي خلصت إليها عمليات رصد الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات المضادة للجائحة، ولم يجدوا أيّة مؤشرات على وقوع تفاعلات ضائرة غير مألوفة. وقد تم الإبلاغ عن حدوث بعض الآثار الضائرة عقب تلقي التطعيم، ولكنّها تبقى ضمن نطاق الآثار المُلاحظة لدى إعطاء اللقاحات المضادة للأنفلونزا الموسمية، التي تضمن مستوى ممتازاً فيما يخص المأمونية. وعلى الرغم من أنّ النتائج الأوّلية تبعث على الاطمئنان، فإنّه ينبغي مواصلة رصد الآثار الضائرة.
اللقاحات الخاصة بالحوامل
لاحظت اللجنة، فيما يتعلّق باللقاحات الخاصة بالحوامل، أنّ الدراسات التي أجريت على حيوانات المختبرات باستخدام لقاحات حيّة موهنة ولقاحات معطّلة مدعّمة أو غير مدعّمة لم تخلص إلى أيّة بيّنات على وجود أضرار تلحق بشكل مباشر أو غير مباشر بالخصوبة أو الحمل أو نماء المضغة أو الجنين أو الولادة أو نماء الطفل بعد الميلاد.
واستناداً إلى هذه البيّنات وتعاظم خطر تعرّض الحوامل من المصابات بالفيروس الجائح لحالات مرضية وخيمة أوصت اللجنة بإمكانية إعطاء الحوامل أيّاً من اللقاحات المرخّصة، شريطة ألا تكون السلطة التنظيمية قد حدّدت أيّة موانع محدّدة لاستعمالها.
اللقاحات الموجهة للاستعمال في نصف الكرة الجنوبي في عام 2010
نظرت اللجنة أيضاً في اللقاحات الموجهة للاستعمال في نصف الكرة الجنوبي خلال فصل الشتاء لعام 2010. وتم تقييم خيارين اثنين هما: لقاح ثلاثي التكافؤ يضمن نجاعة ضدّ الفيروس الجائح h1n1 وفيروس الأنفلونزا الموسمية h3n2 وفيروسات الأنفلونزا من النمط b؛ ولقاح ثنائي التكافؤ مضاد للأنفلونزا الموسمية يضمن نجاعة ضدّ الفيروس h3n2 وفيروسات الأنفلونزا من النمط b، وقد يتعيّن استكماله بلقاح منفصل أحادي التكافؤ ضدّ الفيروس الجائح h1n1.
وخلص الخبراء إلى ضرورة الإبقاء على كلا الخيارين فيما يخص تركيبات اللقاحات الموجهة للاستعمال في نصف الكرة الجنوبي، وإعطاء إمكانية الأخذ بهما حسب الاحتياجات الوطنية.