" هل تعود قمة كما كانت ؟!" ... سؤال قد يطرحه البعض فى الوقت الحالى رغم غياب المنافسة وعدم تكافؤ الفرص الواضح بين الفريقين فى ظل تراجع حاد فى مستوى الزمالك ، والذى بات الهبوط يهدده بحق هذه المرة ! .. نعم ، الزمالك يحتل مركزا يحمل معه كل الخطر اذا لم يستجمع كل قوته من اجل الحفاظ على ما بقى من دماء فى وجهه ، وسيتعجب البعض حين يقرأ هذا السؤال الذى قد يظن أن اجابته سهلة ومنطقية ، الا أن المتابع الجيد لفرق الاهلى وخاصة مع وجود باقة من ألمع نجومه خارج حسابات اللقاء تماما سيدرك أنها أبدا ليست مباراة سهلة لكلا الفريقين .. واذا أضفت وجود "حسام حسن" على رأس الجهاز الفنى للزمالك مواجها لــ "حسام البدرى" وكلاهما يقود فريقه لأول مرة امام الآخر – حتى مع الوضع فى الاعتبار ان للـبدرى خبرته الشخصية الكبيرة من خلال عمله الطويل مع ساحر الأهلى السابق "مانويل جوزيه" – ربما تكون كل الاسباب السابقة دافعا للسؤال الأول ... فهل يستمر الاهلى فى فرض سطوته على مباريات القمة خلال هذه الألفية أم ينجح الزمالك فى تحقيق فوزه الأول بل واحراز هدفه الاول فى مرمى الاهلى منذ موسم 2006/2007 ؟!
[/center]
الاهلى الذى يأتى على قمة الدورى منذ بدايته يدرك جيدا أن غريمه التقليدى لم يعد كما كان فى السابق وتخلى كثيرا عن وقاره ورونقه ، وصار مطمعا لأغفلب فرق الدورى ، الا انه فى الوقت ذاته يتعامل بحذر وهدوء وتقدير لغضبة الليث التى قد توقظ منافسه من سباته العميق والذى طال كثيرا ، وفى الوقت نفسه يتعامل مع المباراة قدر اهميتها الكبرى بالنسبة له ، حيث أن فقد نقاط جديدة لأى سبب من الأسباب قد تهز أقدامه الثابتة على القمة منذ البداية ، وينتظر منافسه الحالى المباشر على القمة " الاسماعيلى" أى كبوة للبطل لعل وعسى ... و بدا ان الامر يسير بصورة مستقرة منذ البداية ، الا ان التعادل الاخير امام "الاتحاد" وغياب عناصر هامة ومؤثرة للغاية عن الفريق ، حرك الماء الراكد وحالة السكون التى جعلت جمهور الاهلى يتصور أن فريقه سيمر بنزهة سريعة مع منافسه اللدود – سابقا – من وجهة نظر التنافس على البطولة ، وهو الخطأ الكبير الذى تيقن له جمهور الأهلى الواعى وتدركه جيدا ادارته الفنية ، وجاء "حسام حسن" ليضفى المزيد من السخونة والاثارة على أجواء اللقاء ... وفجأة عاد للقمة مذاقها الخاص قبل المباراة ، فهل تثبت حقا انها ( قمة ) !
على الجانب الأخر ، فان الزمالك – الذى أوحشنا كثيرا ان نطلق عليه لقب ( قطب الكرة المصرية الثانى ) – والذى طالما اسعد الجماهير المصرية كلها على المستوى القارى ، لا يزال فى دوامة مستمرة منذ أعوام لم يعد احد يذكر عددها ، صدمات متتالية وتدنى حاد فى المستوى والنتائج ، جعلته مترنحا بشدة تتقاذفه أمواج فريق من هنا وآخر من هناك ، قلما تجده ضمن مراكز الدورى الاولى والتى طالما احتلها بكل كبرياء واستحقاق .... ووصل به الحال الى أن يواجه شبح الهبوط بالفعل ، حيث الفارق بينه وبين صاحب المركز الخامس عشر ( غزل المحلة ) نقطة واحدة فقط !! ... و حار الكل فى تشخيص وعلاج المرض العضال الذى هاجم اوصال الفريق الكبير ، حتى لم يعد هناك الا اللجوء الى الحلول غير التقليدية ، ووجد البعض ضالته أخيرا فى "حسام حسن" باحثين عن روح غابت وحماس زال وهيبة فقدها الفريق بمحض ارادته طوال السنوات الاخيرة ، ولا يمكن الحكم أبدا حاليا على تجربة "حسام" ، حيث واجه الرجل مع ضربة البداية حظ عثر للغاية جعله فى مواجهة امام "حرس الحدود" فى الأسبوع الماضى ، وها هو يصطدم فى خطوته الثانية مع "الاهلى" بطل الدورى وحامل أختام القمة حتى الآن فى لقاء لا تعترف خلاله الجماهير بفارق المستوى ، فكل ما يهمها تحقيق نتيجة ، وبالتاكيد فى ظل هذه الظروف التى تمر بها القلعة البيضاء فان نتيجة هذا اللقاء الايجابية قد تغير الكثير والكثير من حال الزمالك الآن ، والكل ينتظر هل ستستمر رحلة حسام والزمالك محققة النجاح أم يتداعى الكيان الابيض ويصبح علاجه امر مستحيل ؟
أسماء كبيرة جدا تغيب عن صفوف الاهلى فى هذا اللقاء ، كان لها كبير الأثر فى تحقيق الفوز تلو الآخر فى مباريات الفريق أمام الزمالك ، وكثيرا ما غابت أسماء عنه واستمر مع ذلك فى تحقيق الفوز وانتزاع النقاط كاملة ، الا ان هذه المرة يمر الاهلى بازمة حقيقية مع نقص الصفوف ، وخاصة فى ظل تواجد اسماء شابة جديدة ضمن القائمة تعتبر مباراة الثلاثاء هى "سنة أولى قمة" كما يحلو للبعض اطلاق هذه التسمية .. وسيكون الحمل الملقى على عاتق كبار الفريق ثقيلا جدا هذه المرة كما هو الحال بالنسبة للمدير الفنى "حسام البدرى" الذى قدم مباريات سابقة طيبة ويعلم داخليا أن تلك المباراة قد تكون سببا فى توهجه أكثر وأكثر من أى مباراة أخرى ( وهوما قد يكون خطأ ، لأنها مثل اى مباراة أخرى ولكنه طابعها الخاص عبر التاريخ .. وان كنا نتمنى الا تكون مجرد تاريخ ) ... وسيبذل الجهاز الفنى قصارى الجهد للوصول الى التشكيل الامثل حيث يدرك الكل أن ضربة البداية فى تلك اللقاءات عادة هى التى تحدد بدرجة كبيرة الى أين سيتجه مؤشر الفوز مع النهاية ..
و سيكون الأمر أكثر صعوبة على "حسام حسن" ، فهو لم يتعرف جيدا بعد على امكانيات فريقه ونقاط ضعفه وقوته داخليا قبل أن تظهر من خلال الاداء عبر مباريات عدة سابقة ، واستهل مبارياته بهزيمة – اراها ظالمة له وللحكم عليه – لأن الحدود فريق كبير وكثيرا ما حقق الفوز على الزمالك فى وجود العديد من الاجهزة الفنية ، وقد يحاول "حسام" اللعب باسلوب تأمينى دفاعى بغية منح بعض الثقة للاعبيه وقد تسير الأمور فى صالحه حتى النهاية ، الا انى لا اعلم لماذا اتوقع أن يلعبها هجومية ، ربما لكونه مهاجم كبير من الاساس قد يسعى للضغط على الاهلى ومنعه من التحكم والسيطرة على المباراة – وهو الاجهز نفسيا على الأقل – وربما لمعرفتى بطبيعة "حسام" الحماسية جدا والمتهورة أحيانا والتى قد تدفعه الى لعب مباراة هجومية قوية وقد تصيب ، وان كان المنطق والعقل يؤكدان أن الأسماء المتواجدة فى صفوف الزمالك مع كامل التقدير لها وجهازيتهم الفنية والنفسية ، والأهم البدنية ، قد لا تمكنهم من تحقيق هذا فى حالة رغبته اللعب بهذا الشكل ... فهل يتمكن "رأس حربة مصر الكبير" من قيادة فريقه بصورة طيبة فى هذا اللقاء ، أم ....... "تفهمون الباقى" !
وضع الفريقين الحالى فى البطولة
** الأهلى يتربع على قمة الدورى منفردا عن أقرب منافسيه بـ 5 نقاط ، ويحمل لقب الدفاع الأقوى بين كل الفرق بينما يأتى فى المركز الثانى كأقوى خط للهجوم بعد "طلائع الجيش" ... وهو الفريق الذى لم يهزم حتى الآن فى بطولة هذا الموسم ..
** الزمالك يحتل اسوا مراكزه على الاطلاق عبر تاريخه فى بطولة الدورى ، ويأتى فى المركز الثانى عشر بفارق الاهداف ، بينما الفارق بينه وبين "غزل المحلة" فى المركز قبل الأخير نقطة واحدة فقط !!! ... والزمالك – للأسف – يأتى متساويا مع "بترول أسيوط" فى اكبر عدد للهزائم بين كل فرق الدورى ( 6 هزائم ) ، ولم يحقق الفوز سوى فى 3مباريات من اجمالى 11 ، وفارق تهديفه سلبى ( -3 ) !!
سيحاول كلا "الحسامين" – البدرى وحسن – البحث عن أفضل تشكيلة ممكنه لخوض هذا اللقاء ، وفى الوقت الذى يمتلك فيه الاهلى نسبة غيابات كبيرة تؤثر عليه كثيرا ، تظهر أسماء جديدة فى قائمته لاول مرة فى القمة وان كانت قادرة على خوض اللقاء بصورة جيدة .. وتظهر مشكلة عكسية الى حد ما فى الزمالك حيث تتواجد بعض الاسماء التى شاركت من قبل فى القمة ولعبت كثيرا سويا الا ان وضعها الفنى والنفسى يؤثر سلبا على مستواها ... ولهذا قد يجد الكل حيرة كبيرة فى توقع تشكيل اى من الفريقين ..
نتوقع ان يبدا الاهلى المباراة بـــ :
أحمد عادل عبد المنعم
سيد معوض – احمد السيد – وائل جمعة – احمد على
جيلبرتو – حسام عاشور – احمد فتحى
أحمد حسن – أحمد شكرى
محمد فضل
تاريخ لقاءات الفريقين عبر تاريخ البطولة
** الأهلى يتفوق عبر التاريخ على الزمالك ، حيث حقق الفوز فى 37 مباراة من اجمالى 103 بينما فاز الزمالك فى 25 مباراة وانتهت 41 مباراة بالتعادل بينهما ...
** الأهلى سجل 124 هدفا فى مرمى الزمالك مقابل 92 سكنت مرماه ...
** الزمالك لم يحقق أى فوز على الاهلى منذ موسم 2006/2007 ، والطريف أنه لم يحرز أى هدفا أيضا فى مرماه منذ ذاك التاريخ ايضا ، بينما يتفوق الأهلى على منافسه خلال الألفية الحالية فى مباريات الدور الاول ، والتى فاز الاهلى فيها فى 4 مباريات بينما فاز الزمالك فى 2 فقط وحققا التعادل فى 3 مباريات ..
اذا كان المنطق قد يشير الى احتمالات أكبر لفوز الاهلى ، فان هذا ليس قانونا فى لعبة لا تعترف الا بالجهد والعرق وضرورة التوفيق ، وعليه نتمنى تحقيق الفوز للاهلى وكل الامنيات الطيبة لنادى الزمالك بتقديم مباراة طيبة .... واتمنى شخصيا أن تستمر حالة التوحد الراقى بين جماهير الكرة المصرية وأن تشهد مدرجات الفريقين صورة راقية وحقيقية لاصالة الجمهور
المصرى سواء كان "اهلاوى" أو "زملكاوى" ..